
كشف العقيد عبدالله مبارك بن عامر مدير إدارة شرطة المنطقة الشرقية، عن تنفيذ الإدارة دراسة لشارع الكورنيش القديم والجديد متضمنة أماكن عبور المشاة، وتم رفعها للجهات المختصة، إلى جانب دراسة أخرى حول شارع الشيخ خالد الرئيسي الذي يقع في مركز المدينة متضمنة أيضاً أماكن عبور المشاة (جسور) وتم رفعها للمجلس البلدي جهة الاختصاص. وكان عدد من مرتادي الطرق بمدينة خورفكان قد اشتكى من عدم وجود خطوط مشاة واضحة المعالم للمارة ما أدى إلى تنامي ظاهرة المرور العشوائي في الطرق الرئيسية، إلى جانب اختفاء آثارها في توضيح نقطة توقف المركبات وبالأخص عند الإشارة المرورية الجديدة القريبة من مدخل المدينة، حيث جاءت خطوط المشاة بعيدة عن موقع الإشارة، ما نتج عن ذلك حوادث دهس وتعريض حياة السائقين للخطر.
مع العلم أن طريق وسط المدينة سريع وذو مسارين وسرعة الشارع لا تتجاوز 80 كيلو متراً، ويوجد على جانبيه بعض المحلات والشركات التجارية ولا يوجد طريق للمشاة إلا عند الإشارتين المرورية وفي أماكن متفرقة بالشارع، وشددوا على ضرورة وجود اهتمام أكبر من قبل البلدية ودائرة الأشغال وإدارة المرور للتأكد من أمان الطرق.
وأوضح العقيد عبدالله مبارك فيما يتعلق بشكاوي المواطنين حول برمجة بعض خطوط عبور المشاة بالمدينة في بعض المواقع الرئيسية: أن أجهزة إشارات المرور الضوئية وضعت لتنظيم حركة السير وللسيطرة على تدفق حركة المرور بشكل آمن، مبيناً أن الإشارة الضوئية بمدخل مدينة خورفكان التي تم استحداثها مؤخراً، ما زالت في طور التقييم وتخضع للرقابة والمتابعة للتأكد من فعالية عملها وأنها تخدم الهدف الأساسي من وضعها، وتم إدخال العديد من التعديلات ليها لتتناسب مع انسيابية حركة المرور على هذا الشارع الذي يعد من الشوارع الرئيسية والحيوية بالمدينة، لافتاً إلى التنسيق مع بلدية خورفكان فيما يتعلق بتخطيط الأماكن المخصصة لعبور المشاة بحيث تكون الخطوط واضحة.
توعية وتثقيف
وأضاف العقيد مبارك بن عامر: أن الإدارة العامة ممثلة بإدارة مرور المنطقة حريصة كل الحرص على التوعية والتثقيف بأهمية الإشارات والإرشادات وجميع وسائل السلامة المرورية، حيث تقوم بتنظيم حملات مستمرة ومتواصلة، تهدف من خلالها إلى توعية وتعريف الجمهور بالقواعد الصحيحة لعبور الطريق، واستخدام خطوط المشاة المخصصة لهذا الغرض، والتأكد من خلو الطريق قبل العبور، وذلك تجنباً لتعرضهم لحوادث دهس قد تكون مميتة، أو تتسبب في إصابات تعوق حياتهم، مؤكداً أن الفترة الأخيرة لم تشهد أية حوادث مرورية، حيث تم تنفيذ عدة تعديلات أهمها ما يتعلق بتسيير المسارات المتوازية في نفس الوقت والدورانات أيضاً وفق توقيت زمني محسوب ومنظم.
شكاوى مستمرة
وطالب المشتكون الجهات المعنية بوضع تصور واضح لإنشاء جسور أو أنفاق لعبور المشاة بالمدينة وذلك من خلال دراسة بحثية وميدانية مفصلة عن حال الطريق ومسألة عبور المشاة على طول امتداده والبحث عن طرق جديدة وتفكير أكثر ابتكاراً بدلاً من الوضع الحالي في عشوائية المرور من قبل المارة، وكذلك بحث المناطق الأكثر كثافة في عبور المشاة على امتداد الطريق، والبحث في الأسلوب الأمثل لتوفير ممرات عبور آمنة من أجل تنفيذ هذا المشروع في أقرب وقت وخاصة على شارعي الشيخ خالد والكورنيش، فضلاً عن إعادة تأهيل وطلاء خطوط المشاة القديمة على أقل تقدير، والتي اختفت من آثار الشمس والسيارات، مع اعتماد خطوط مشاة جديدة في الطرق، على أن يسبقها “مطبات صناعية” تساهم في تقليل سرعة السيارات، وأيضاً إصدار قرار أو قانون للمشاة المتهورين ومخالفتهم مادياً وردعهم، كما هو معمول به في الدول الأوروبية.
وأشاروا إلى أن إقامة جسور لعبور المشاة على أماكن متفرقة من الطريق توفر الأمن للمشاة وتحد من الحوادث وتعطي المظهر الجمالي الذي يعكس مدى الرقي الحضاري للمجتمع. كما أنها تؤدي إلى سيولة مرورية ملحوظة خاصة عقب إنشاء إشارات ضوئية، وعلى أن يتم تصميمها لتكون بطريقة فنية وبألوان زاهية تضفي لمسة جمالية على المنطقة، وتكون مزودة بتكنولوجيا عالية يستطيع ذوو الإعاقة استعمالها أيضاً دون صعوبات.
جولة «البيان»
«البيان» جالت في مدينة خورفكان، حيت تتواجد خطوط عبور المشاة، والتقطت عدستها بعض الصور لتصرفات المشاة غير المسؤولة خلال تواجدها الذي لم يتجاوز15 دقيقة. كما تمت ملاحظة الكثير ممن يعبرون الشارع ويتجهون يميناً ويساراً بأقرب نقطة يستطيعون منها الوصول إلى وجهتهم في الجهة المقابلة، وكان عدد بسيط منهم من يعبر من الخطوط المخصصة للمشاة.
لامبالاة
بدوره، أكد المواطن عبيد علي راشد أن التهور والتصرفات الطائشة لم يعدا حكراً على بعض قائدي المركبات، بل انتقلا إلى المارة بعد أن غابت خطوط المشاة عن العديد من الشوارع والطرق بالمدينة التي تشهد حركة كبيرة من المركبات. ولم يعد من المستغرب أن يرتكب السائق الملتزم بالأنظمة حادثة “دهس”، وذلك حينما يجد نفسه فجأة أمام شخص يعبر الشارع دون مبالاة، وهذا ما يحدث بالتحديد.
التزام المواطن بداية
وذكرت المواطنة مريم حسن الحمادي أن خطوط المشاة المجهولة تعبرها السيارات دون انتباه، وتركن أخرى عليها، ويهملها المشاة ولا يعلم بها أحد. لذا فمع عدم وجود جسور للمشاة فإن المخاطرة على الطرقات أمر أعتاده عابروها، مؤكدة على أن هناك غياباً وتجاهلاً لهذه الخطوط واللوحات التي تنظم حركة المشاة وتمنحهم حقوقهم في عبور الطرق والشوارع، لذا فهي بحاجة لإعادة تأهيل وتنظيم، مبينة أن بين النصوص والتطبيقات طريق طويلة لا تبدأ إلا بالتزام كل مواطن بالحفاظ على حياته وحياة الآخرين.
توعية شاملة
أوضح خميس النقبي من سكان المدينة أن هناك تقصيراً واضحاً من قبل الجهات المعنية فيما يتعلق بالجانب التوعوي وبيان أهميتها في حفظ حقوق المشاة على الطرق، مشيراً إلى أن هناك حاجة لتوعية شاملة في هذا الجانب، على أن يتم البدء في ذلك انطلاقاً من مدارس التعليم العام، إلى جانب إنشاء قرى مرورية مصغرة داخل الحدائق؛ لتوعية الأسر والأطفال بأهمية العبور عبر الأماكن المخصصة والحذر من تجاوز التعليمات المرورية حفاظاً على سلامتهم، ومن خلال تفعيل دور كاميرات المراقبة.
حيث توجد الإشارات الضوئية لمعاقبة أي مخالف ومخل بالقانون ولا يلتزم بتلك الخطوط، وفرض غرامة مالية على المخالفين على اعتبار أن حياة الناس على المحك، منوهاً بضرورة وضع إشارات مرورية على جنب الطريق توضح وجود طريق عبور للمشاة.
ناهد مبارك