
شاركت 20 فرقة فنية من الإمارات ودول عربية وآسيوية وإفريقية في فعاليات كرنفال خورفكان المسرحي الأول، الذي نظمته إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة يوم الجمعة الماضي . وغصت ساحة الكرنفال المتاخمة للشاطئ وعلى طول أكثر من 400 متر بآلاف الزوار المتفاعلين مع التظاهرة من كافة إمارات الدولة، وشهد كورنيش خورفكان أشكالاً مختلفة من فنون الأداء .
حضر التظاهرة التي انطلقت من مركز المدينة وطافت شواطئها المختلفة، الشيخ سعيد بن صقر القاسمي نائب رئيس مكتب سمو الحاكم في مدينة خورفكان وعبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة وأحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح بالدائرة واسماعيل عبدالله رئيس الهيئة العربية للمسرح ورئيس جمعية المسرحيين وعدد كبير من القيادات والشخصيات الأهلية في المنطقة الشرقية والشارقة .
واستهل الكرنفال بمسيرة على سيارات مزينة برسومات وأضواء واستعراضات حركية شدت الجمهور وجعلت أغلبهم يتزاحم على طول المسافة المؤدية من قلب المدينة إلى الكورنيش، وسط موسيقى وأهازيج وأغنيات، إضافة إلى مسيرة السيارات الكلاسيكية القديمة التي نظمها نادي السيارات القديمة بالشارقة حيث تقدم المسيرة موكب الخيول العربية الأصيلة . في الوقت الذي كان الأطفال يتدافعون فيه حول الشخصيات الكرتونية التي توزعت على جانبي الشاطئ وعلى طول الطريق .
وقسمت إدارة الكرنفال مساحة الكورنيش على 3 مناطق ملونة بالأحمر والأزرق والأخضر ووزعت عليها الأنشطة التي توالت في تناغم ومرونة ابتداء من العرض الفلكوري العماني الذي قدم تنويعات ادائية وصوتية من “الباكيت” و”النيروز” و”الميدان” وهي صيغ شعبية للاحتفال تنطوي على أبعاد درامية شائعة في الأوساط البدوية العمانية .
ورسم المخرج الإماراتي محمد العامري صورة ملحمية بمشاركة عدد كبير من المؤدين الذين امتدت نطاقات اصواتهم إلى حدود بعيدة باستخدام مكبرات الصوت، وأحاطت مجاميع واسعة من الجمهور بالدائرة التي اختارها العامري مكاناً لعمله القائم على المزاوجة بين البحر والبر . ولم يخل المشهد الاستهلالي للكرنفال من لمحة أدائية شديد الإيقاعية رسمتها فرقة افريقية مكونة من 6 مؤدين وجدت عروضهم الجسدية القوية تجاوباً لافتاً من الجمهور الحاضر . كما تابع المهرجان سلسلة من “مباريات الارتجال” التي تشاركت فيها فرق من الإمارات ومصر وفلسطين والمغرب .
ومن فلسطين تعرف الجمهور إلى وصلات أدائية زاوجت بين الدراما والاستعراض الجسدي كما استعاد الكرنفال جملة من العروض المسرحية التي قدمت في مناسبات ثقافية سابقة في الشارقة مثل “جنة جنى” للمخرجة عائشة الشويهي، وكذلك “بيت الأسماك” للمخرج ياسر سيف ومن إنتاج مسرح الشارقة الوطني، وكذلك قدمت إلهام عيسى جملة من اللوحات في ما يعرف ب”مسرح الدمى” . وضمن الفقرات المتنوعة التي قدمها المهرجان شهد الجمهور عروضا عدة على طريقة “المسرح التفاعلي”، وكذلك على طريقة “ستاند آب كوميدي”، واختتمت عروض المهرجان بمسرحية جديدة للفنان الكوميدي جمعة علي جاءت تحت عنوان “الجني العور” .
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي مثل “فيس بوك” و”تويتر” وغيرهما تداولاً واسعاً لصور التظاهرة ولمقاطع فيديو من عروضها .
وتفاعلت مع الكرنفال جهات عدة مثل شرطة الشارقة ومؤسسات اجتماعية وتربوية ناشطة في المنطقة الشرقية ونظمت فعاليات موازية ومتكاملة مع أنشطة الكرنفال .
وجه أحمد بورحيمة، مدير إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، الشكر لكافة المؤسسات الرسمية والأهلية التي ساهمت في إنجاح فعاليات الكرنفال، وخص بالذكر جهود شرطة الشارقة التي اسهمت في انجاح التظاهرة، التي عمل على تفعيل وضبط وتنظيم فعالياتها نحو ألف من التقنيين والمنظمين ومسؤولي العلاقات والإعلام والتنسيق والمنشطين المسرحيين .
الخليج