ميناكو في دور الإنسان الآلي تصوير: محمد منور
“مِسكُ الختام” هي العبارة التي يمكن من خلالها وصف الانطباع الذي خرج به الجمهور مساء أول من أمس، بعد مشاهدته العرض الألماني الأخير “شكل الإنسان 1” المشارك في فعاليات الدورة السادسة لمهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما.
ليتجمع الجمهور خارج المسرح ويتبادل الآراء والانطباعات حول جماليات العمل بعيداً عن الندوة التطبيقية التي عزف عنها بسبب استفاضة بعض النقاد المسرحيين في مداخلاتهم اليومية، مفضلاً طرح تساؤلاته على المعنيين بالعرض على هامش الندوات.
عاش الجمهور مع “شكل الإنسان 1” للمخرجة والممثلة اليابانية ميناكو سيكي والطاقم الفني المكون من أزل يحي إدريس ونيلز فولكر وراديا جوشكا، فرجة بصرية مختلفة.
اكتشافات الروبوت
ينتاب الجمهور شعور بالملل أمام طول المشهد بعد متابعته لقدرة الممثلة في تجسيد حركة آلية العمل بدقة متناهية في أصابع اليدين، حتى يبدأ الروبوت بالسير إلى الجهة المقابلة من المسرح ليصادف دلة، فيحاول اكتشافها. وبعد محاولات عديدة ينجح في الإمساك بها ليكتشف السائل وطعمه الذي يروق له.
هذه التجربة تدفعه لاستعادة اكتشاف نفسه في فعل الحركة، ليتم تسليط الضوء على حركة اليدين لتقدم ميناكو مشهداً يعكس مهارتها في تحريك مفاصل كل أصبع لتنتقل إلى حركة الكتفين والجذع والذراعين والساقين.
احتفاء بالإنسانية
صفق الجمهور في نهاية العرض طويلاً وبحماس لبراعة الممثلة وجماليات العرض برموزه ومضمونه العميق، مدركاً أن حالة الملل التي عاشها في بداية العرض، هي تمهيد لتهيئته للاحتفاء ببهجة الحياة ومشاعره الإنسانية التي جُرّد منها في البداية كما جرّدته ضغوطات الحياة منها، ليستعيدها رويداً رويداً مع تحولات الروبوت، وليحتفي مجدداً بما كان غائباً عنه من إنسانيته.
رشا المالح