افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة عصر اليوم بمنطقة الغيل وسط محميتها بمدينة كلباء مركز كلباء للطيور الجارحة الذي يعتبر الأول من نوعه في دولة الإمارات ومنطقة الشرق الاوسط.
وقد حضر وقائع الافتتاح إلى جانب سموه كل من الشيخ خالد بن عصام بن صقر القاسمي رئيس دائرة الطيران المدني والشيخ محمد بن عبد الله آل ثاني رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية والشيخ هيثم بنصقر القاسمي نائب رئيس مكتب سمو الحاكم والشيخ الدكتور ماجد بن سلطان بن خالد القاسمي من هيئة أبوظبي للبيئة.
كما شهد الافتتاح سعادة اللواء حميد محمد الهديدي قائد عام شرطة الشارقة وسعادة هنا سيف السويدي رئيسة هيئة البيئة والمحميات الطبيعية وسعادة رئيس المجلس البلدي لمدينة الذيد وسعادة عبد الله سيف اليماحي رئيس المجلس البلدي لمدينة كلباء وعدد من أعضاء المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة وسعادة سلطان علي بن بطي المهيري أمين عام المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة والسيدة رزان المبارك الأمين العام لهيئة البيئة في ابوظبي وعدد من المدعوين أصحاب السعادة وممثلي وسائل الإعلام المختلفة.
وشهد صاحب السمو حاكم الشارقة والسادة الحضور عرضا حيا لمجموعة من الطيور الجارحة كالبومة البيضاء وعقاب الأفاعي والشاهين والعقاب المنقط الكبير وعقاب السهول والنسر أبيض الظهر والنسر ذي الوجه المجعد وتعرفوا من خلال القائمين على المركز على بيئاتها التي تعيش فيها وأساليب معيشتها وطرق تكاثرها والمهدد منها بالانقراض فضلا عن سماتها الخارجية وتكوينها.
بعدها قام سموه يرافقه السادة الحضور بجولة في ارجاء المركز الذي يضم نحو 38 نوعا مختلفا للطيور الجارحة منها 14 من الأنواع المقيمة المتواجدة في المنطقة بشكل مستمر وتتكاثر في المناطق الجبلية على امتداد الساحل الشرقي ومنها المهاجرة التي تتنقل بين مناطق مختلفة .
ومن جانبها أوضحت سعادة هنا سيف السويدي رئيسة هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بأن العديد من الجهات العالمية ساهمت في افتتاح مركز الطيور الجارحة الذي سيكون أحد المراكز الرائدة في برنامج أكثار الطيور الجارحة في العالم مثل الرابطة الأوربية لحدائق الحيوان والأحواض المائي ” إيزا ” ومركز الأكثار للمجموعة الخاصة للسلطان قابوس (بيت البركة) ومركز الطيور الجارحة ” سى إم إس ” في بون بألمانيا .
وأشارت إلى أن أوقات العمل في المركز تبدأ من الساعة 09.00 صباحا وتستمر إلى 6.00 مساء حيث يهدف المركز إلى توفير مرفق حيوي ممتع يتعرف من خلاله الزائر على قوة الطيور الجارحة التي تتواجد في منطقة شبه الجزيرة العربية والحفاظ على إرث الهوية الثقافية والبيئات الطبيعية المناسبة لحياة الطيور الجارحة في المنطقة وحمايتها من خلال الأبحاث والتوعية الإجتماعية.
وأوضحت السويدي أن مركز الطيور الجارحة بكلباء الذي يدعم مشروع السياحة البيئية في مدينة كلباء خلال فصل الشتاء من كل عام سيقدم عروضا حية لأنواع مختلفة من الطيور ومن خلالها ستبرز أهمية الجوارح بنوعيها المقيم والمهاجر .
وأوضحت أن هذه العروض ستنطلق في شهر أكتوبر وتستمر إلى شهر مارس وذلك طيلة أيام الأسبوع باستثناء يوم الثلاثاء الذي سيكون فيه المركز مغلقا وستنطلق العروض في أوقات مختلفة حيث ستبدأ في أيام الأحد والاثنين والأربعاء والخميس الساعة 10.00 صباحا والساعة 04.00 عصرا بينما في يوم السبت ستبدأ العروض الساعة 11.00 صباحا و02.00 و04.00 مساء وفي يوم الجمعة ستبدأ العروض الساعة 04.00 عصرا.
وتحدثت السويدي عن العلاقة التي تجمع سكان منطقة الجزيرة العربية بالطيور الجارحة فقالت أن تربية الطيور الجارحة واقتنائها هي إحدى التقاليد العريقة لسكان منطقة الجزيرة العربية إذ اعتاد الناس في كل عام على أسر الصقور أثناء هجرتها إلى الجنوب ومن ثم تدريبها واستخدامها لأغراض صيد كل أنواع الطرائد البرية المهاجرة .
وأضافت أنه بالنسبة للعلائلات التي تعيش في المناطق النائية أو البعيدة فإن الصيد بالصقور كان كفيلا بتأمين لقمة العيش لتلك الأسر وخلال فصل الربيع يتم إطلاق سراح الصقور مرة أخرى لترجع حرة طليقة حيث كانت الصقور تعامل معاملة أفراد العائلة .. ففي المجتمعات الصحراوية عاش الناس بالقرب من طيورهم لدرجة مشاركتهم لها المأوى والطعام.
وفي معرض حديثها عن الطيور الجارحة ذكرت أن الطيور الجارحة هي طيور مفترسة متأقلمة تماما مع بيئتها وظروفها ومعظم أنواع الجوارح نهارية أي أنها تصطاد فرائسها خلال وقت النهار باستثناء بعض طيور البوم التي غالبا تصطاد فرائسها ليلا .
وقالت أن الجوارح بشكل عام تتمتع بمناقير معقوفة وبصر قوي ومخالب حادة وأرجل وأقدام قوية الأمر الذي يسهل عليها اصطياد فرائسها فتلتقط الجوارح فرائسها بواسطة مخالبها الحادة بينما تلتقط الطيور الأخرى طعامها بواسطة مناقيرها .
وأشارت إلى أنه من بين أنواع الطيور الجارحة التي يضمها مركز كلباء الجديد طير النسر المعروف بحجمه الكبير وأجنحته الطويلة وقدميه الكبيرتين وهناك البيدق وهو طائر يتميز بذيله الطويل الذي يساعده على الإلتفاف السريع أثناء الطيران وكذلك العقاب ذي الجسم الكبير والجناحين العريضين وطير الرخمة التي تتميز برأسها الذي يخلو من الريش وهناك الصقر المتميز بسرعته في الطيران والالتفاف بالإضافة إلى البومة التي تتميز بعينين صفراوين كبيرتين وريش ناعم يمكنها من الطير بهدوء كبير.
وام