
لقطة من العرض الجزائرى مايا
مازالت الموندراما كفن ومهرجان فى الفجيرة فى دولة الامارات العربية تبحث عن الإنسان وهمومه ومشاكله، بدا ذلك واضحا فى العروض التى يتم عرضها فى الدورة السادسة والتى يرى البعض أنها أكثر انفتاحا على فكرة الإنسان وأزماته وما يجول بداخله أو حتى فى الندوات الرئيسية التى تعنى بالإنسان أيضا وعلاقة الجسد والمرأة بالموندراما.. «الشروق» رصدت أجواء رحلة البحث عن الإنسان فى عروض المهرجان وندواته وفعالياته.
بدأ المهرجان بالعرض الفائز فى مسابقة النصوص «البحث عن عزيزة سليمان» من تأليف الراحل الأردنى عاطف فرية ومن إخراج السورى أسعد فضة وبطولة السورية أمل عرفة وهو من إنتاج هيئة الفجيرة وتدور أحداث المسرحية عن الممثلة الشهيرة التى تصاب فى حادث سيارة فتعجز قدماها وتجد نفسها فى أزمة بعد أن انصرفت عنها الأضواء ولم يعد فى إمكانها العمل مجددا، وتنفق كل ما قامت بجمعه من مال فى عمليات جراحية تفشل فى إعادتها إلى سابق عهدها.
وتضطر إلى العيش فى مكان للعجائز، ويتولى أحد معجبيها دفع تكاليف إقامتها وفى ليلة ما تجد هوية لها تحمل اسمها الحقيقى عزيزة سليمان فتتذكر الماضى وكيف أنها رفضت الزواج من خباز بسيط من أجل حلم الشهرة وتتذكر كيف تزوجت من المشاهير لاحقا وكيف ضحت بجنينها من أجل العمل وكيف كانت علاقتها بأسرتها وكيف وصل بها الحال الآن إلى أن انصرف عنها الناس جميعا.
وتكتشف فى نهاية العرض أن من يتولى الانفاق عليها هو الخباز الذى أحبها وصار رجل أعمال كبيرا يمتلك سلسلة مخابز تحمل اسم مخابز عزيزة، العرض شهد حالة من الشجن المغلف بقسوة الحياة ومرارتها وشهد نوعا من الحنين للبساطة وقد أدت أمل عرفة الدور برقى شديد يجعلك فى نهاية العرض تبكى مع بكائها وأنت لا تدرى إذا كنت تبكى على عزيزة سليمان أو على نفسك فالعرض يقدم دعوة حقيقية لإعادة اكتشاف الانسان بداخلك بعيدا عن زخرف الشهرة وزخم الحياة الذى لن يأتى فى صفك مهما حدث، ومن عزيزة سليمان إلى العرض الجزائرى «مايا» الذى قامت ببطولته الفنانة جناتى سعاد ومن إخراج بوسهلة هوارى هشام.
وتدور أحداثه حول مايا الفتاة الجزائرية التى حلمت بعبور البحر إلى برشلونة بحثا عن الحياة التى حلمت بها رقص الفلامنجو فى شوارع برشلونة والحياة مع فنانى الشوارع هناك لكنها صدمت فى كثير من أحلامها خاصة أنها كانت قد هاجرت مثل شباب كثير بطريقة غير شرعية وبدلا من أن تحيا حياة كريمة كانت تهرب من البوليس ومن عدم وجود عمل ومن مضايقات كثيرة، مايا أبدعت الممثلة جناتى سعاد فى التعبير عن أحلامها وأمنياتها وأحزانها أيضا ورغم عائق اللغة فإن المخرج والنص كان يميل إلى التبسيط وهو ما مكن كل من شاهد العرض من متابعته والسعادة به، عروض الفجيرة المسرحى تتواصل وكذلك ندواته.
محمد السيد