كشف مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي نائب رئيس اللجنة العليا لمكافحة المخدرات، اللواء عبدالجليل مهدي العسماوي، أن هناك عقاقير مخدرة مدرجة في الجدول، وأخرى غير مدرجة انتشرت بين الشباب بسبب نشر أسمائها في وسائل الإعلام.
وقال العسماوي، لـ«الإمارات اليوم»، إن «إحدى الصحف نشرت تقريراً عن عقاقير معينة يتعاطاها طلبة في الجامعات، وفي اليوم التالي مباشرة، رصدت الإدارة اختفاء هذه العقاقير من الصيدليات، بعد إقبال شباب على شرائها، خصوصاً أنها لم تكن مدرجة في جدول المخدرات».
«الصحة» ترفض أفاد مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، اللواء عبدالجليل مهدي العسماوي، بأن «الإدارة رصدت منذ فترة إقبال شباب على تعاطي أنواع معينة من العقاقير الطبية، والحصول عليها بكميات كبيرة من الصيدليات، فتحرت عن الظاهرة، واكتشفت أن هناك فئة من المراهقين يتناولونها، لاعتقادهم أنها مخدرة، فتم فحصها، واقترحت الإدارة على وزارة الصحة إدراج تلك العقاقير في جدول المخدرات، لكن قوبل الطلب بالرفض، لسبب منطقي، هو أن العقاقير المشار إليها تستخدم فعلياً في علاج مرض السكر وأمراض أخرى». وأكد أنه «تبين من خلال فحص تلك العقاقير خلوها من العناصر التي تدخل في الحبوب المخدرة، لكن يتوهم متعاطوها بأنها تعطيهم نوعاً من النشاط والحيوية، خصوصاً في فترة الامتحانات والدراسة»، لافتاً إلى أن تلك العقاقير رغم عدم إدراجها في جدول المخدرات، إلا أنها تسبب أضراراً كبيرة على الصحة مثل أي دواء يتعاطاه شخص دون وصفة طبية أو حاجة مرضية، فضلاً عن أن هؤلاء الشباب يجمعون كمية ضخمة ويتعاطونها دفعة واحدة حتى تحقق التأثير الذي ينشدونه». |
وأضاف أن «هناك مراهقين يدمنون عقاقير طبية ليست مدرجة في الجدول، وحاولت الإدارة إدراجها بعد رصد حالات متكررة، لكن لم يتسنَ ذلك، لأنها ليست من المخدرات، إنما هؤلاء الشباب يتوهمون أنها تمدهم بالطاقة والنشاط والنشوة».
وأوضح أن «نشر وسائل الإعلام أسماء العقاقير والأدوية التي تتعاطاها فئة من المراهقين، باعتبارها تعطي تأثير المخدرات نفسه، له تأثيرات سلبية في الشباب، لأنها بذلك تعرفهم بتلك الأنواع الجديدة، وتنتشر بينهم بسرعة كبيرة»، مضيفاً: «الإشكالية تتضاعف لدى المراهقين من سن 15 حتى 19 عاماً، لأن الفضول وحب الاستطلاع يسيطران عليهم، وحين يتم نشر اسم عقّار لا يعرفونه يسارعون إلى تجربته».
وشدد على أن «أجهزة مكافحة المخدرات في الدولة تصرّ على القضاء على هذه السموم، خصوصاً في ظل التحدي الكبير الذي تمثله العقاقير أو المخدرات غير التقليدية، لذا تحرص على مناقشة كل ما يتعلق بهذه المشكلة بكل شفافية، لكن يستلزم الأمر نوعاً من الحذر عند الحديث عن أنواع غير معروفة من العقاقير الطبية».
وتابع: «نشر أسماء العقاقير يحوّل الإعلام إلى أداة سلبية، لأنه ليس بالضرورة أن الجميع على دراية بأنواع وأسماء العقاقير المخدرة، وهناك أنواع غير تقليدية من المخدرات تظهر بشكل متكرر، ويتعمد مصنعوها تغيير أسمائها للتحايل على القوانين وأجهزة المكافحة، ونشر الأسماء الجديدة لها يكون سبباً في انتشارها».
وأضاف أن «الإدارة انشأت قسما إلكترونياً متخصصا لمكافحة المخدرات، بعد أن رصدت إقبالاً من الشباب على التقصي وجلب أنواع من العقاقير والمواد غير التقليدية، لكن من الضروري عدم تسهيل هذه المهمة عليهم بتعريفهم بالأنواع الجديدة التي يتم تداولها».
إلى ذلك، قال مدير إدارة التوعية بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات، المقدم الدكتور جمعة الشامسي، إن «وزارة الصحة أصدرت تعميماً قبل أربعة أشهر، بمنع ذكر اسم أي مخدر غير تقليدي في وسائل الإعلام، لما يمثله ذلك من خطورة»، مشيراً إلى أنه «في ظل الانفتاح وسهولة الدخول إلى الإنترنت، فإن كل ما يحتاجه المراهق أو الشاب هو معرفة الاسم ليجري عملية بحث لاحقة عن تأثيرات العقّار ومن ثم يتناوله».
وأضاف: «من الصعب الحصول على المخدرات التقليدية مثل الهيروين والحشيش، لكن لم يعد من الصعب الحصول على العقاقير غير التقليدية التي يقبل متعاطوها على تناول جرعات زائدة منها ليحصلوا على التأثير الذي ينشدونه».
وتابع الشامسي: «المعلومات اليوم تتناقل بسهولة، وهناك عقّار طبي يتعاطاه الشباب في دولة مجاورة، لكنه غير منتشر في الإمارات، وفي حالة ذكر اسمه ستجد المشكلة تنتقل بسهولة، لأن المتورطين في التعاطي يبحثون دائماً عن الجديد»، مشيراً إلى أن 90% من الشباب يدركون خطورة الإدمان، لكنهم يتورطون فيه، وكل ما تطلبه أجهزة المكافحة هو عدم مساعدتهم على ذلك، من خلال منحهم المفاتيح التي يستطيعون من خلالها فتح أبواب جديدة وغير تقليدية للحصول على المخدرات».
وأشار إلى أن «العقاقير التي يُساء استخدامها بشكل أو بآخر تستخدم في العلاج، حتى تلك المدرجة في جدول المخدرات تصرف للمرضى، لكن تعاطيها بجرعات زائدة يحولها إلى مخدرة، فضلاً عن أن هناك أدوية كثيرة يمكن إساءة استغلالها، ولا يمكن أن تحظرها وزارة الصحة».