اجتمع العجز والمرض على الزوجين المعمرين اللذين يقطنان منطقة الرحيب في دبا الفجيرة، حيث يصارعان لوحدهما آلام الشيخوخة بصعوبة تامة، فقد غدت حياة المواطنة عائشة محمد 90 عاماً في غاية الصعوبة بعد إصابة زوجها “علي عبدالله الحساني 94 عاماً” بالشلل النصفي، الذي أقعده عن الحركة وزاد على كاهلها المرهق مسؤوليات لا يسعفها عمرها أو وضعها الصحي أن تفي بها.
شلل نصفي
وقالت المعمرة عائشة محمد: ان وضعها قد ساء، بعد إصابة زوجها ورفيق دربها بالشلل النصفي منذ ما يقارب الثلاث سنوات، الأمر الذي زاد من مسؤولياتها تجاهه ومن حزنها على وضعه الحبيس للفراش، حيث تعيش معه وحيدة في منزل شعبي قديم في منطقة الرحيب، وتشير إلى أن الله لم يرزقها الإنجاب منه، إلا انها تعيش برضا تام في ظل الحياة البسيطة التي تجمعهما تحت سقف واحد وتتمنى له الصحة والشفاء العاجل.
وأرجعت المسنة عائشة معضلتهما في الحياة إلى عدم وجود المعين، فقد كان لزوجها ابن وابنة من زوجة تسبقها، إلا أن ابنه عبدالله قد وافته المنية منذ سنوات طويلة وابنته تعيش مع زوجها في منطقة بعيدة نسبياً عن منزلهم، مما دفعها بالاستعانة بخادمة إثيوبية في المنزل تعد لهما الطعام وتتحمل مسؤولية نظافة المنزل، في حين تحاول هي العناية بزوجها الطاعن في السن، والإيفاء باحتياجاته من ناحية النظافة الشخصية والأدوية وإطعامه الغذاء اليومي، حيث لا يسعفه الشلل الجزئي في كلتا يديه من إطعام نفسه.
آلام
ويسوء وضع الزوجين مع إصابة الوالد “علي الحساني” بآلام العضلات والعظام في منتصف الليل من ضعف الحركة، حيث تلجأ زوجته المسنة إلى تسكين آلامه والتخفيف عنه بأدوية المسكنات لحين ظهور الصباح.. وتقول بأنهما في اشد الحاجة إلى خدمات الرعاية الصحية المنزلية للتخفيف من معاناتهما في التنقل الأسبوعي إلى المستشفيات والمراكز الصحية، حيث لا تقل زيارات الوالد ” علي الحساني” للمستشفيات عن المرتين أسبوعيا بسبب تكرر الآلام. فهو يعاني من أمراض مزمنة هي داء السكر والضغط وشلل شبه رباعي، كما شخص مؤخرا بإصابته بتضخم في القلب والتورم بالإضافة إلى ضعف السمع الشديد.
وتضطر زوجته عائشة مع كل زيارة للمستشفيات إلى الاستعانة بسيارة أجرة وعمال المزارع المجاورة لحمل زوجها ومساعدته في رحلة علاجه، وهو ما يسبب له ضرر نفسي كبير حيث تصعب عملية نقله من وإلى سيارة الأجرة ، ما دفعه الى التخلي عن حصص العلاج الطبيعي في مستشفى دبا، والاكتفاء ببعض المراجعات الضرورية، فضلا عن انقطاع المساعدات الطبية التي كانت تصرف له من حفاظات ومواد صحية كانت تصرف له للاستخدام الشخصي.
خدمات
وأضافت الزوجة: نتمنى أن نحصل على خدمات تمريضية متخصصة تخفف من معاناة التقدم في العمر وأمراض الشيخوخة التي تجعل الانتقال من البيت إلى المنشأة الصحية عملية عسيرة ومرهقة بدنياً ونفسياً للمسن، حيث تلجأ الزوجة إلى عمال المزارع للتخفيف من آلام زوجها بعمل مساج جسدي له يعمل على إراحة عضلاته وجسمه المتعب، رغم انها على يقين بأن ذلك لا يساعده طبياً، وتابعت: ” ليس بيدي حيلة فجسمي الضعيف وقوتي لا تسعفني لمساعدته إلا أنني احرص على التخفيف عنه حيث لم يبق لي في هذه الحياة غيره”. وتشير بأنهما ليسا الوحيدين في منطقة الرحيب فهناك حالتان غيرهما.