أكد معلمون يعملون في مدارس خاصة أن استمرار ضعف الرواتب، وعدم وجود حد أدنى يربطها بالرسوم الدراسية، يؤثران في العملية التعليمية ومستوى الخريجين، لافتين إلى أن معظمهم يقيم في سكن مشترك، لعدم قدرتهم على تحمل تكاليف المعيشة الأسرية المرتفعة، فيما رصدت «الإمارات اليوم» استمرار ظاهرة عمل معلمين بمدارس خاصة في مهن أخرى غير لائقة، لزيادة الدخل، إذ تخصصت معلمة في عمل المخبوزات وتسويقها، وآخر يعمل حتى منتصف الليل، الأمر الذي يؤثر سلباً في عطائهم داخل المدرسة، ويحد من استفادة الطلبة.
قانون العرض والطلب أفاد مدير قطاع المدارس الخاصة في مجلس أبوظبي للتعليم، المهندس حمد الظاهري، بأن المجلس ليس لديه توجه بفرض حد أدنى لأجور المعلمين، إذ إنه لا يملك إلزام المدارس براتب معين للمعلمين، مشيراً إلى أن العمل في القطاع الخاص يعتمد على العرض والطلب. يذكر أن وزارة التربية والتعليم أكدت أن تحديد الأجور ليس من اختصاصاتها، وأن اختصاصها التأكد من أن المدرّس يعمل في تخصصه، وحاصل على شهادات تؤهله للعمل في هذا المجال. |
وتفصيلاً، أفاد معلمون في مدارس خاصة بأن التدريس أصبح المهنة الثانية لمعلمي المدارس الخاصة، وأن معظم المعلمين يعملون إلى جانب التدريس إما في اعطاء الدروس الخصوصية، أو في مهن أخرى بالنسبة للمعلمين غير المطلوبين في سوق الدروس الخصوصية، وذلك لتحسين أوضاعهم المعيشية.
وقال معلم لغة عربية، محمد شاكر، إن الإحباط يسيطر على معظم المعلمين، بسبب تدني رواتبهم، ما يؤثر في مستوى معيشتهم وإقبالهم على العطاء داخل الصف، متسائلاً: كيف يُطلب من معلم راتبه 4000 درهم أن يأكل ويسكن وينفق على أسرته؟ مشيراً إلى أن سوء أحوال المعلمين يؤثر سلباً في عطائهم داخل المدرسة، وبالتالي يتأثر الطلبة، ولا يحصلون على تعليم متميز، على الرغم من تحملهم رسوماً دراسية باهظة.
ولفت إلى أنه يقيم مع ثلاثة مدرسين آخرين في شقة مكونة من غرفة وصالة، وأنهم يعملون إما في الدروس الخصوصية أو في مهن أخرى، كوسيط عقارات أو مندوب تسويق هاتفي، مؤكداً أن التدريس داخل الصفوف المدرسية بات المهنة الثانية عند معظم المعلمين في المدارس الخاصة. فيما أكد مدرس رياضيات (مروان. ش) أنه يعمل ثماني ساعات في المدرسة، ويقضي نحو 12 ساعة يومياً في التنقل بين المناطق لتقديم دروس خصوصية للطلبة الراغبين، ويعود إلى المنزل منهكاً.
وقال «أقوم بتدريس 20 حصة أسبوعياً في المدرسة، إضافة إلى المهام الأخرى الخاصة بالإشراف والتحضير والاشتراك في نشاطات المدرسة، وراتبي 3000 درهم، لذلك فإنني مضطر على الدروس الخصوصية لتوفير متطلبات المعيشة». ورصدت «الإمارات اليوم» استمرار عمل المعلمين في مهن ثانوية لا تتناسب وقيمة المهنة، إذ تخصصت معلمة في مدرسة خاصة في عمل مخبوزات وتسويقها بين معارفها وذوي الطلبة، فيما تقوم أخرى بتطريز الملابس والعبايات وبيعها.
فيما كشف معلم تربية بدنية، سامي خضر، قيامة بالعمل في صالة ألعاب رياضية من الرابعة مساءً حتى منتصف الليل، مقابل 4000 درهم شهرياً، لافتاً إلى أن راتبه في المدرسة 2500 درهم.
وطالب المعلمون المسؤولين عن العملية التعليمية بضرورة النظر إلى رواتب المعلمين في المدارس الخاصة، التي لا تتماشى مع غلاء الحياة المعيشية، ولا تتناسب في الوقت ذاته مع الرسوم المدرسية التي تحصلها هذه المدارس الخاصة.
من جانبهم، عزا مسؤولون في مدارس خاصة، طلبوا عدم ذكر أسمائهم، ضعف رواتب المعلمين إلى ضعف الرسوم الدراسية، وكثرة الأعباء والالتزامات المفروضة على المدرسة، مشيرين إلى أن الدخل المالي للمدارس لا يتناسب مع المصروفات، وأن الجهات المسؤولة ترفض زيادة الرسوم الدراسية بالشكل الذي يسمح بزيادة الرواتب بصورة مرضية.