شهدت منطقتا العقة والفقيت في دبا الفجيرة مئات الزوار من مختلف إمارات الدولة للتخييم وسط ربوعها وجبالها الشاهقة، وساعدت الأجواء الماطرة على اعتدال الجو خلال النهار، وتوافد الكثير من العائلات لقضاء اجازة عيد الأضحى المبارك، بافتراش الأرض والجلوس اسفل ظلال أشجار السدر والسمر والغاف، التي تشتهر المنطقة بها، للاستمتاع بالأجواء البسيطة التي تعكس الحياة البدائية وبساطتها بالطبخ والشوي على الحطب والنوم وسط نسائم الهواء العليل، في خيمة توفر نوعا من الخصوصية، وتمنح شعورا بالراحة والاستجمام بعيدا عن صخب المدينة وضوضائها.
ويرجع اقبال العديد من العائلات الإماراتية والخليجية التي باتت تفضل السياحة في إمارة الفجيرة عن غيرها لما تتميز به الإمارة من هدوء نسبي ومزايا الطبيعة الخلابة، الى جانب وجود عدد من المنتجعات السياحية والفنادق فئة الخمسة نجوم التي تقدم خدمات مميزة لضيوفها في المنطقة، لتصبح عامل جذب للسياحة في الإمارة.
وتشتهر منطقة دبا بوقوعها بالقرب من السواحل ومياه البحر الجميلة، التي توفر شواطئها ملاذا خلال الإجازة لمحبي البحر بالجلوس والاستمتاع بزرقة مياهها والسباحة فيها وتأمل امواجها المتلاطمة التي تبعث في النفس نوعا من السكينة. في حين ان جبالها الشاهقة تعكس طبيعة خلابة للمنطقة وتجعل منها ملاذا لمحبي البر وما يحويه من أشجار ومنحدرات لتعكس لوحة ربانية.
وكعادة المنطقة استعد باعة الطرقات لاستقبال زوارها حيث اصطفت “أكشاك” الفواكه والخضار على طول امتداد منطقة الفقيت، وتُقدم طازجة بعد أن قطفت من مزارع المنطقة.
وساعدت العروض التي تقدمها الفنادق والشقق الفندقية في منطقة دبا الفجيرة خلال اجازة عيد الأضحى المبارك من خصومات ترافقها فعاليات سياحية ورياضية متنوعة للسياح، الى ارتفاع نسبة الإشغال والحجوزات في فنادق المنطقة الى 100%، ومعظم شاغريها من المواطنين.
وتضم الفجيرة حاليا 33 منشأة فندقية، بينها 16 فندقا، ثمانية منها فئة الخمس نجوم و4 فئة الأربع نجوم و4 فئة الثلاث نجوم، ويبلغ عدد الشقق الفندقية 17 شقة، وتضم فنادق الخمس والأربع نجوم وحدها نحو 2073 غرفة و3215 سريرا.
ويقول سالم علي من امارة الفجيرة انه اعد عدة التخييم قبل العيد بأسبوعين استعدادا لقضاء الإجازة في البر، وقد قام بحجز مكانه المعتاد قبل اسبوع بنصب خيمته وتسويرها وتجهيز المكان للطبخ وللجلوس من اجل عائلته، كما تزود بكمية من الحطب الذي يضفي مذاقا طيبا للطعام على حد تعبيره، الذي يعد بطريقة بطيئة لتمتزج النكهات مع بعضها البعض، ناهيك عن المشاوي التي لها طابعا خاصا وطعما منفردا ولذيذا عند اعدادها على جمرات الحطب الملتهب.
وعائلة جمعة القبيسي من مدينة العين تجد في منطقة دبا ملاذا للعائلة، حيث توفر مساحاتها الشاسعة فرصة لنصب كميات من الخيام الكبيرة بين أشجار البر وبالقرب من جبالها الشاهقة، التي تمنحهم شعورا بالراحة والاسترخاء وتشعرهم بالدفء.